في نفسي أن أعمل في هذا المعنى كتابا ، وما ترك هذا الشاب لمصنف ما يصنف » ا هـ (١).
وعن مصنفات « ابن الأنباري » وأهميتها وقيمتها العلمية يقول القفطي : نقلا عن « محمد بن جعفر » : مات « ابن الأنباري » فلم نجد من تصنيفه إلا شيئا يسيرا ، وذلك أنه كان يملي من حفظه ، وقد أملى كتاب « غريب الحديث » قيل إنه خمسة وأربعون ألف ورقة ، وكتاب شرح الكافي وهو نحو ألف ورقة ، وكتاب الهاءات وهو نحو ألف ورقة وكتاب الأضداد وما رأيت أكبر منه. وكتاب الجاهليات سبعمائة ورقة. وكتاب المذكر والمؤنث ما عمل أحد أتم منه ، ورسالة المشكل ردا على ابن قتيبة ، وأبي حاتم ونقضا لقولهما ، وكتاب الزاهر في النحو ، وكتاب المقصور والممدود. وكتاب الموضح في النحو. وكتاب نقض مسائل ابن شنبوذ ، وكتاب اللامات ، وكتاب شرح المفضليات ، وكتاب السبع الطوال وعمل عدة أشعار ودواوين من أشعار العرب (٢).
ومن الأدلة على فهم « ابن الأنباري » لكتاب الله تعالى ، وكيف يكون الوقف عند تمام الكلام ما رواه أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله النحوي المؤدب حيث قال : حدثني أبي قال : سمعت « أبا بكر بن الأنباري » يقول : دخلت « المارستان » بباب المحول ، فسمعت صوت رجل في بعض البيوت يقرأ : ( أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ) (٣). فقال : أي « ابن الأنباري » أنا لا أقف إلا على قوله تعالى : ( كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ ) فأقف على ما عرفه القوم وأقروا به ، لأنهم لم يكونوا يقرون بإعادة الخلق ، وأبتدي بقوله : ( ثُمَّ
__________________
(١) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٢٣١.
(٢) انظر إنباه الرواة ج ٣ ص ٢٠٨.
(٣) سورة العنكبوت الآية ١٩.