الصوفي .. وفي شمال ايران ثورة اخطر من تلك ، وانعكست هواجسه على سياسته تجاه العلويين في بغداد والكوفة وسامراء .. في بغداد احتجز كثيرون وسجن بعضهم ورحل آخرون الى سامراء ليلقوا في زنزنات خاصة في قصور الخلافة ، وفي الكوفة كانت السياسة اشد بطشاً واشد تنكيلاً اتخذت شكل الحصار الاقتصادي وافقار العلويين حتى الموت ، أو الاغتيال (٧٤).
وكان المعتز يبحث عن ذريعة لتصفية الامام الهادي الذي اضطر الى ملازمة منزله ، وامتناعه عن لقاء الناس ، وكان يقضي معظم وقته في السرداب حيث تترقرق السكينة في جنبات ذلك المكان الهادىء تحت الأرض ؛ مفضلاً الاتصال بالناس عبر وكلائه خاصة عثمان بن سعيد العمري الذي حظي بثقة مطلقة ، واشتهر بتجارة الزيت إمعاناً في تغطية دوره البالغ الحساسية (٧٥) وقد حاز من الثقة ما جعل تصريحاته تمثل مواقف الامام وتصريحاته.
وتأزمت الأوضاع بشكل ينذر بالخطر بعد الهجوم الوحشي الذي تعرضت له مدينة « قم » (٧٦) ومقتل عشرات الأبرياء من سكانها بحجة تأييدهم لثورة الحسن بن زيد الطالبي ...
وفي ذلك الجو المشحون بالخطر قام بعض صنائع الحكم بدس السم بطريقة ما الى الامام (٧٧) .. ولزم الامام الفراش بعد أن ظهرت عليه أعراض مرض ما .. وتدهورت صحة الامام بشكل مفاجىء في جمادى الآخرة ٢٥٤ هـ حزيران سنة ٨٦٨ م.