قادمة من صقع بعيد .. فيها خصال من « يوكابد » أم موسى ومن مريم ابنة عمران .. لأن الوليد سيحمل غضب موسى ، ومعجزات المسيح عيسى بن مريم ..
من أجل هذا اختار القدر الالهي « مليكا » لتشد الرحال وتخوض الاهوال لتصل على قدر منزلاً في درب الحصا .. هاهي جالسة في حضرة الرجل الذي بلغ الاربعين من عمره وقد اشتعل رأسه شيبا .. لشدما يشبه فتى الاحلام (٦٣).
وصلت حكيمة متلهفة لرؤية الفتاة وعندما سمعت شقيقها يقول مشيراً اليها :
ـ ها هي!
حتى هبت لاعتناقها آه أنها فتاة كاملة ..
انحنت مليكا وقبلت يد السيدة المباركة ..
وطوال الوقت كانت حكيمة لا تنفك تنظر الى الفتاة .. ذات الوجه المضيء وقد تورد الحياء فوق وجنتيها ..
قال الامام مخاطباً الفتاة :
ـ كيف أراك الله عز الاسلام وذل النصرانية؟ (٦٤)
قالت الفتاة بأدب :
ـ كيف أصف لك يا بن رسول الله ما أنت أعلم به مني.
قال الامام وهو يغمرها بحنانه :
ـ أريد أن اكرمك .. فأيما احب اليك : عشرة آلاف درهم؟ أم