وكان الصراع بين القادة الاتراك على أشده ، وبدا بغا الشرابي يحاول المستحيل لاقناع المعتز بالرحيل الى بغداد لكن دون جدوى (٦٠) فانصرف الى التنسيق مع صالح بن وصيف للقيام بحركة عسكرية والاطاحة بالمعتز (٦١) والقضاء على قوات الحرس من المغاربة.
وقبيل الغروب وصل بشر النخاس « درب الحصا » حيث يوجد منزل الامام وكانت الجارية الرومية تتبعه وعيناها تشرقان بالأمل.
احتفى الامام الهادي بالفتاة التي وصلت على قدر .. كان المنزل تغمره سكينة الغروب الحسن قد أوى الى السرداب كعادته يعبد الله ، وجعفر (٦٢) لم يعد الى المنزل بعد .. التفت الامام الى كافور قائلاً :
ـ أدعُ لي اختي حكيمة.
كانت حكيمة قد تحدثت مع شقيقها حول زواج الحسن الذي جاوز العشرين ولم يتخذ زوجة له ، ولاسباب مستورة بحجب الغيب في المديات البعيدة فضل الامام الهادي أن يقرن ابنه بفتاة تتحمل هموم المصير .. تنجب له الصبي الموعود الذي بشرت به الرسالات ويحقق أحلام الانبياء يعيد للحياة الانسانية كرامتها وللأرض خضرتها والربيع ..
وصبي كهذا ينبغي أن تكون والدته سيدة لا يعرفها أحد