تنكرت في زي الخدم .. وغادرت القصر لتختفي الى الأبد .. سوف يبحثون عنها .. في كل مكان دون جدوى سوف يبقى سرها مكنوناً وقد تستحيل الى قديسة في المستقبل!
قدرها أن ترافق طلائع الجيش الرومي (٥٦) ثم يفعل الله بعد ذلك ما يشاء ..
وعلى الحدود وقعت اشتباكات محدودة هزمت فيها طلائع الروم ووقعت مليكا في أسر المسلمين فكانت في سهم شيخ مسلم سألها عن اسمها فقالت على الفور :
ـ نرجس.
قال الشيخ :
ـ اسم الجواري.
وعندما وصلت بغداد طالعها عن بعد تمثال الفارس الذي يتربع فوق قبة قصر الذهب في قلب بغداد .. بيده رمح طويل يشير به الى جهة الشرق ..
مليكا في بغداد جارية في سوق الرقيق .. سرّها مكنون كلؤلؤة في صدفة في اعماق بحيرة تغفو بسلام .. حكايتها حكاية عجيبة أغرب من الاساطير ..
كم انتابتها الهواجس طوال الأيام الماضية كيف تستلم للرؤيا وهل يسلم المرء نفسه للأحلام؟ ولكن تلك الرؤيا ليست اضغاث أحلام .. إنها اكثر اشراقاً من كثير من الوقائع لقد استغرقت