ضعوه هناك حتى انتهي من « الدست » .
واكتفى بنظرة عابرة ثم أشار الى حرسه
بأخذه.
وصدر « عفو رسمي » عن وصيف وبغا بعد
مساع قام بها اسماعيل بن « قبيحة » وشقيق المعتز وضغوط الاتراك .
وتم تنصيب اسماعيل ولياً للعهد .
كما توفى « زرافة » أحد المؤيدين لحركة
المنتصر بعد نجاحها .
وبدا واضحاً أن هناك حرباً خفية للسيطرة
على البلاط.
وارتفعت حمى الاغتيال وسيطر جو
المؤامرات على سامراء.
وفي غمرة هذه الاجواء كان منزل الامام
يخضع لمراقبة خانقة ومع ذلك فقد تدفق الناس الى منزله لتقديم التعازي في ولده
الشاب محمد.
كان المنزل يغص بعشرات المعزين ، وقد
بدأ « أبو الحسن » حزيناً وهو جالس على كرسي يتقبل العزاء .. وجهه الاسمر تغمره
هيبة النبوّات وجاء ابنه الحسن فوقف عن يمين والده ..
التفت اليه الوالد بحنو قائلاً :
ـ يا بني أحدث لله شكراً فقد أحدث فيك
أمراً .
قال الحسن بخشوع :
ـ الحمد لله رب العالمين .. واياه أسال
تمام نعمه لنا منك ..