وإنا لله وإنا اليه راجعون (٤٦).
وكان أبو هاشم يصغي الى همسات البعض يتحدثون عن توقعاتهم في ان الشاب سيكون هو الإمام بعد رحيل والده.
واشتعلت في ذهن أبي هاشم قصة قديمة عندما توفى « اسماعيل » في زمن والده « الصادق » وظن بعض الشيعة أنه الامام بعد والده فانكروا امامة موسى الكاظم بل وانكروا حتى وفاة « اسماعيل » فظهرت فرقة « الاسماعيلية » منذ ذلك الوقت .. آه ما اشبه قصة الحسن مع أخيه محمد ، قال الامام الهادي كما لو أنه قرأ ما يموج في قلب صاحبه :
ـ نعم يا أبا هاشم هو كما حدثتك نفسك وإن كره المبطلون ..
وسكت لحظات نظر خلالها الى ابنه الحسن عن يمينه ثم قال :
ـ أبو محمد ابني الخلف من بعدي .. عنده ما يحتاج اليه ومعه آلة الامامة والحمد لله رب العالمين.
واعتصم بصمت الانبياء ثم تمتم لكأنه ينظر الى الزمن القادم :
ـ كيف لكم بالخلف بعد الخلف؟!
تساءل أبو هاشم :
ـ ولم جعلني الله فداك؟!
قال الامام مبشّراً :