في البداية حاول رئيس الوزراء الفرار من القصر ولكنه اخفق ، فاستجار بالخليفة الذي رفض ذلك .. حوصر القصر ثلاثة أيام ثم اقتحم في يوم السبت وعثر عليه مختبئاً في قبو وتم اعدامه مع كاتبه وصودرت جميع ممتلكاته (٣٤).
وفي يوم الخميس الثالث من جمادى الأولى سنة ٢٤٩ هـ ١٤ حزيران ٨٦٣ م تحركت قطعات عسكرية من الزنوج المغاربة ورابطت عند الجسر ثم تفرقت في اليوم التالي.
وفي ١٦ تموز من الذي يصادف يوم الجمعة ٢٥ جمادي الأولى اشتعلت البروق في سماء مثقلة بغيوم مشحونة وهطلت الامطار بغزارة طوال اليوم ؛ ثم سكنت الطبيعة بعد اصفرار الشمس قبيل الغروب (٣٥).
وفي غمرة الفوضى والفساد اشتعلت ثورة علوية كبرى بقيادة يحيى بن عمر من ذرية زيد الشهيد بشعارها المتألق « الرضا من آل محمد » وكانت الكوفة مخزن الثوار على مدار الزمن مركز الثورة ، وسرعان ما امتد لهيبها الى بغداد بعد أن تعاطف أهل السنة مع الثائر العلوي الذي بدأ اصلاحاته باطلاق السجناء في الكوفة.
واصبحت الثورة أملاً بالخلاص من ليل العباسيين الطويل ..
ولكن غياب الخبرة العسكرية وفنون الحرب النظامية قد حسم الصراع لصالح العباسيين بالرغم من الانتصارات الباهرة