قال الرجل واسمه ابو عبد الله جعفر المدائني :
ـ هذه اربعمئة دينار للامام.
ـ امض بها الى الحسين بن روح.
قال المدائني بدهشة :
ـ لقد اعتدت على تسليمها اليك؟
رد الشيخ مستنكراً موقفه :
ـ قم عافاك الله فادفعها الى الحسين بن روح!
وعندما أراد أن يناقشه رأى سحابة غضب تطوف جبين الشيخ الوقور فنهض .. وركب بغلته صوب منزل ابن روح ..
ساورته الشكوك فابن روح لم يكن من أصدقاء الشيخ المقربين .. لو قال له اذهب بالمبلغ الى ابي جعفر أحمد بن متيل أو ابنه جعفر لتفهم ذلك .. ان الجميع يتوقع أن يكون أحدهما سفيراً بعد الشيخ ..
لوى عنان دابته عائداً نحو منزل محمد بن عثمان وطرق الباب مستأذناً ..
خرج الخادم مستفسراً عن القادم فقال :
ـ قل له المدائني يطلب الإذن بالدخول.
غاب الخادم لحظات ليعود :
ـ ان سيدي يتعجب من عودتك.
ـ استأذن لي .. لابد من لقائه ..