١٨
نظرت نرجس الى ابنها الغافي في المهد .. وجهه الأسمر يتألق بأنوار عجيبة .. وخيل اليها أنها تسمع همهمة وأصواتاً ملائكية ... وشذى الحجرة يفوح بعطر لا تعرف كنهه ..
كم كانت تود أن تضع وليمة كبرى تشبع بطون الفقراء وتعلن للعالم ميلاد الصبي الموعود؟!
كم كانت تود أن تكون كفاطمة الزهراء التي قدمت ولدها البكر الحسن ثم الحسين .. ان تكون كمريم وقد جاءت تحمل المسيح عيسى يكلم الناس في المهد صبياً؟!
ولكن هذا الصبي الذي وعدت السماء بميلاده يجب أن يبقى سراً في حرز حريز في صدور المؤمنين الذين يترقبون هذه اللحظة الخضراء ..
إنها تدرك تماماً معاناة زوجها الكريم .. فهذا الأب المحاصر يحمل هموم الدنيا ... إن عليه أن يثبت ميلاد ابنه الذي بشر به آباؤه وأجداده .. إن عليه أن يعلن أن تحقق نبوءة جده النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « يكون بعدي اثنا عشر خليفة » ، فكيف يخفي