التقية وغادرت المكان.
كانت الفرحة تتألق في عينيها بالرغم من مسحة الحزن .. فهذا الصبي يجب أن يبقى ميلاده سراً!!
وغمرت الأم ابنها بنظرات تزخر بالرحمة والحنان .. يا ولدي الحبيب .. كيف تعيش بين أناس يبحثون عنك ليقتلوك؟!
الصبي نائم تتألق فوق وجهه هالة من أنوار النبوات الغابرة وبشائر الرسالات القديمة ...
أنفاسه الهادئة فيها أنغام الزبور .. تراتيل التوراة .. بشارة الأنجيل وآيات القرآن العظيم ..
لقد سمعت من زوجها النبيل أنها ستنجب صبياً يملأ الأرض بالعدالة والحقيقة ..
وتوهجت في أعماقها كلمات مقدسة كانت قد حفظتها وهي تتردد على الكنيسة:
ـ « وأما اسماعيل فقد سمعت قولك فيه ، وها أنا ذا أباركه وانميه وأكثر عدده جداً جداً ويلد اثني عشر رئيساً واجعله امة عظيمة » (١٣٤).
هاهي تنجب الامام الثاني عشر .. خاتم الاوصياء .. والانسان الذي يحقق احلام الانبياء.
قبل ان تغيب نجمة الصبح كان الامام قد طلب من عمته ومن زوجته أن يبقى ميلاد الصبي سراً مكتوماً عن الجميع.