ولا تكن للخائنين خصيما * واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما * ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما * يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول » يعني الفعل فوقع القوم مقام الفعل ، ثم قال : « ها أنتم هؤلاء » إلى « ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به برئيا » لبيد بن سهل ، وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن اناسا من رهط بشير الاذنين قالوا : انطلقوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله نكلمه(١) في صاحبنا ونعذره فإن صاحبنا برئ ، فلما أنزل الله « يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم » إلى وقوله « وكيلا » فأقبلت رهط بشير فقالوا : يا بشير استغفر الله وتب من الذنب(٢) فقال : والذي أحلف به ما سرقها إلا لبيد فنزلت : « ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به برئيا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا » ثم إن بشيرا كفر ولحق بمكة ، وأنزل الله في النفر الذين أعذروا بشيرا وأتوا النبي صلىاللهعليهوآله ليعذروه : « ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شئ وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك مالم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما » فنزل(٣) في بشير وهو بمكة : « ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا(٤) ».
٢٧ ـ يج : روي عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن رسول الله (ص) كان يسير في بعض مسيره فقال لاصحابه : يطلع عليكم من بعض هذه الفجاج شخص ليس له عهد بابليس(٥) منذ ثلاثة أيام ، فما لبثوا أن أقبل أعرابي قد يبس جلده على عظمه وغارت عيناه في رأسه ، واخضرت شفتاه من أكل البقل ، فسأل عن النبي صلىاللهعليهوآله في أول الرفاق حتى لقيه فقال له : أعرض علي الاسلام ، فقال : قل : أشهد أن لا
____________________
(١) في المصدر : بشير الادنين انطلقوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله وقالوا : نكلمه.
(٢) في المصدر : وتب اليه من الذنب. (٣) ونزل خ ل أقول : في المصدر : ونزلت.
(٤) تفسير القمى : ص ١٣٨ ـ ١٤٠. والايات في النساء : ١٠٥ ـ ١١٥.