قوله : أمر أمر ابن أبي كبشة ، أي عظم ، وأبوكبشة اسم الحارث بن عبدالعزي رجل من خزاعة خالف قريشا في عبادة الاصنام وعبدالشعرى ، وقد مر ذكره في آباء النبي صلىاللهعليهوآله ، وقيل : هو زوج حليمة مرضعة النبى (ص) ، وبنو الاصفر : الروم وجدهم الاصفر بن روم بن إسحاق ، وقيل : بل لان جيشا من الحبش غلب عليهم في الزمان الاول فوطئ نساؤهم فولدوا أولادا أصفر نسبوا إليهم(١).
___________________
فجاء على النسب اليهم ، وقيل : انهم اتباع عبدالله بن أريس : رجل كان في الزمن الاول ، قتلوا نبيا بعثه الله اليهم ، وقيل : الاريسون : الملوك ، واحدهم اريس ، وقيل : هم العشارون. و منه حديث معاوية : بلغه ان صاحب الروم يريد قصد بلاد الشام ايام صفين فكتب إليه : بالله لئن تممت على ما بلغنى لاصالحن صاحبى ولاكونن مقدمته اليك ، ولاجعلن القسطنطينية البخراء حممة سوداء ، ولانزعنك من الملك نزع الاصطفلينة ، ولاردنك اريسا من الارارسة ترى الدوابل. انتهى.
أقول : هذا جامع ما رأيت في تفسير هذه اللفظة ، ويؤيد قول ابن الاعرابى انها بمعنى الاكارون ان الطيرى وابن الاثير نصافى التاريخ وفى الكامل على ان كتابه صلىاللهعليهوآله كان هكذا «وان توليت فان اثم الاكارين عليك » وايضا يوجد في كتاب اخر له صلىاللهعليهوآله كتبه إليه من تبوك : « والا فلا تحل بين الفلاحين وبين الاسلام ان يدخلوا فيه أو يعطوا الجزيه » وأما ما في كلام البعض « من ان في رهط عرقل فرقة تعرف بالاروسية » ففيه تصحيف ، والصحيح الاريوسية ، وهم تبعة آريوس [ ] أكبر تلاميذ ماربطرس بطريرك الاسكندرية ، ولد سنة ٢٨٠ وتوفى سنة ٣٣٦ م ، وكان من خريجى المدرسة اللاهوتية واسع الاطلاع في العلوم الدينية ، ملما بفلسفة أفلاطون وارسطو ، خالف استاذه في امور كثيرة منها ان اقنوم الابن غير مساو لاقنوم الاب في ازليته ، وكان الله موجودا قبل خلق الابن والروح القدس ، ثم تعلقت ارادته بايجادهما فاوجدهما من العدم ، فولد الابن من مريم البتول ، وكان من معتقداته حشر الابدان ، والحياة ابد الابدين ، وشاع مذهبه زمنا حتى كان هو المذهب السائد في قصر كونستانس ملك الرومان ، فحرمه المجمع النيقاوى وحكم بنفى اريوس. راجع الملل والنحل للشهرستانى وتعليقه ، و دائرة المعارف الوجدى والتنبيه والاشراف للمسعودى وتاريخ ابن خلدون وقال المسعودى في مروج الذهب : « ذهب قوم إلى ان اليونانيين ينتمون إلى اوراس ( آراش خ ) بن ياوان ( ناوان ) ابن يافث بن نوح » فيحتمل بعيدا أن « الاريسين » كانت مصحفة عن الاوراسين.
(١) قال الجزرى : لان اباهم الاول كان اصفر اللون وهو روم بن عيصو بن اسحاق بن ابراهيم.