ثم قسم النبي صلىاللهعليهوآله أموال بني قريظة ونساءهم(١) على المسلمين ، ثم بعث رسول الله (ص) سعد بن زيد الانصاري بسبايا بني قريظة إلى نجد فابتاع له بهم خيلا وسلاحا.
وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله قد اصطفى لنفسه من نسائهم ريحانة بنت عمرو بن خناقة(٢) إحدى نساء بني عمرو بن قريظة ، فكانت عند رسول الله (ص) حتى توفي عنها ، وهي في ملكه ، وقد كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يحرص(٣) عليها أن يتزوجها ويضرب عليها الحجاب ، فقالت : يا رسول الله بل تتركني في ملكك فهو أخف علي وعليك فتركها ، وقد كانت حين سباها كرهت الاسلام(٤) وأبت إلا اليهودية ، فعزلها رسول الله (ص) ، ووجد في نفسه بذلك(٥) من أمرها ، فبينا هو مع أصحابه إذ سمع وقع نعلين خلفه فقال : « إن هذا لثعلبة بن سعية يبشرني بإسلام ريحانة » فجاءه فقال : يا رسول الله قد أسلمت ريحانة ، فبشر بذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله(٦).
أقول : سيأتي بعض أخبار غزوة الخندق في باب أحوال أولاد النبي صلىاللهعليهوآله.
٢٩ ـ وفي الديوان وصف الظفر في الخندق :
___________________
(١) زاد في المصدر والسيرة : [ وابناءهم. في السيرة. ] على المسلمين. واعلم في ذلك اليوم سهمان الخيل وسهمان الرجال ، واخرج منها الخمس ، فكان للفارس ثلاثة اسهم ، للفرس سهمان ، ولفارسه سهم ، وللراجل ـ من ليس له فرس ـ سهم ، وكانت الخيل يوم بنى قريظة ستة وثلاثين فرسا ، وكان اول فئ وقع فيه السهمان وزاد بعد ذلك في السيرة : واخرج منها الخمس ، فعلى سنتها وما مضى من رسول الله صلىاللهعليهوآله فيها وقعت المقاسم ومضت السنة في المغازى. أقول : في تاريخ اليعقوبى : وكانت الخيل ثمانية وثلاثين فرسا.
(٢) في السيرة. جنافة.
(٣) في السيرة : عرض عليها.
(٤) في السيرة : قد تعصت بالاسلام.
(٥) في السيرة : لذلك.
(٦) المنتقى في مولود المصفى : الباب الخامس فيما كان سنة خمس من الهجرة. سيرة ابن هشام ٣ : ٢٥٥ ـ ٢٦٥. فيه : « فسره ذلك من امرها » مكان : فبشر.