حاربوا(١) الله ورسوله ، وإن كانت الحرب قد وضعت أوزارها بين رسول الله (ص) وبين قريش فاجعلها لي شهادة ، ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة » فأمسك الدم وتورمت يده فضرب له رسول الله صلىاللهعليهوآله في المسجد خيمة وكان يتعاهده بنفسه ، فأنزل الله : « يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا » إلى قوله(٢) : « إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم » بني قريظة حين غدروا وخافوهم أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله « وإذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر » إلى قوله : « إن يريدون إلا فرارا » وهم الذين قالوا لرسول الله صلىاللهعليهوآله تأذن لنا نرجع إلى منازلنا فإنها في أطراف المدينة ، ونخاف اليهود عليها ، فأنزل الله فيهم : « إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا » إلى قوله : « وكان ذلك على الله يسيرا » ونزلت هذه الآية في الثاني لما قال لعبد الرحمن بن عوف : هلم ندفع محمدا إلى قريش ونلحق نحن بقومنا « يحسبون الاحزاب لم يذهبوا » إلى قوله : « وذكر الله كثيرا » ثم وصف الله المؤمنين المصدقين بما أخبرهم رسول الله ما يصيبهم في الخندق من الجهد فقال : « ولما رأى المؤمنون الاحزاب » إلى قوله : « وما زادهم إلا إيمانا » يعني ذلك البلاء والجهد والخوف إلا إيمانا « وتسليما ».
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : « من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه » ألا يفروا أبدا « فمنهم من قضى نحبه » أي أجله ، وهو حمزة وجعفر بن أبي طالب « ومنهم من ينتظر » أجله(٣) يعني عليا عليهالسلام ، يقول الله : « وما بدلوا تبديلا * ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء » الآية.
___________________
(١) في المصدر المطبوع : حادوا الله.
(٢) هكذا في النسخة ومصدره : والظاهر أن قوله : ( إلى قوله ) زيادة من نساخ التفسير ولا يحتاج إلى ذلك ، لان الايتين مترادفان ، ليست بينهما آية. راجع الاحزاب : ٩ و ١٠.
(٤) في المصدر : اى اجله.