تفسير : قال الطبرسي رحمهالله في قوله تعالى : « فقاتل في سبيل الله » : قال الكلبي : إن أبا سفيان لما رجع إلى مكة يوم أحد وأعد رسول الله صلىاللهعليهوآله موسم بدر الصغرى وهي سوق يقوم في ذي القعدة ، فلما بلغ الميعاد(١) قال للناس : اخرجوا إلى الميعاد فتثاقلوا وكرهوا ذلك كراهة شديدة أو بعضهم ، فأنزل الله عزوجل
___________________
فاذا انت قدمت فاعمل عملا كيسا » قال : فلما جئنا صرارا امر رسول الله صلىاللهعليهوآله بجزور فنحرت وأقمنا عليها ذلك اليوم ، فلما امسى رسول الله صلىاللهعليهوآله دخل ودخلنا قال : فحدثت المرأة الحديث وما قال لى رسول الله صلىاللهعليهوآله قالت : فدونك ، سمع وطاعة ، قال : فلما اصبحت اخذت برأس الجمل فاقبلت به حتى أنخته على باب ( مسجد ) رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قال : ثم جلست في المسجد قريبا منه ، قال : وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله فرأى الجمل فقال : « ما هذا »؟ قالوا يا رسول الله هذا جمل جاء به جابر ، قال : « فاين جابر »؟ قال : فدعيت له قال : فقال : « يا بن اخى خذ برأس جملك فهو لك » ودعا بلالا فقال له : اذهب بجابر فاعطه اوقية : قال : فذهبت معه فاعطانى اوقية وزادنى شيئا يسيرا ، فوالله ما زال ينمى عندى ويرى مكانه من بيتنا حتى اصيب امس فيما اصيب لنا ، يعنى يوم الحرة انتهى.
أقول : صرار : موضع على ثلاثة اميال من المدينة على طريق العراق وقيل غير ذلك.
٢ ـ وذكر المقريزى في الامتاع في سياق ما وقع في تلك الغزوة : وجاء رجل بفرخ طائر فأقبل ابواه او احدهما حتى طرح نفسه في يدى الذى اخذ فرضه ، فعجب الناس من ذلك. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « أتعجبون من هذا الطائر؟ اخذتم فرخه فطرح نفسه رحمة بفرخه ، والله لربكم ارحم بكم من هذا الطائر بفرخه ».
٣ ـ ورأى رسول الله صلىاللهعليهوآله رجلا وعليه ثوب منخرق ، فقال : اما له غير هذا؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، ان له ثوبين جديدين في العيبة ، فقال له : « خذ ثوبيك » فأخذ ثوبيه فلبسهما ثم أدبر ، فقال صلىاللهعليهوآله : « أليس هذا احسن؟ ماله ضرب الله عنقه »؟ فسمع ذلك الرجل ، فقال : في سبيل الله يا رسول الله ، فقال صلىاللهعليهوآله : « في سبيل » فضربت عنقه بعد ذلك في سبيل الله.
٤ ـ وجاءه علبة بن زيد الحارثى بثلاث بيضات وجدها في مفحص نعام ، فأمر جابر بن عبدالله بعملها ، فوثب فعملها واتى بها في قصعة ، فأكل صلىاللهعليهوآله وأصحابه منه بغير خبز والبيض في القصعة كما هو وقد أكل منه عامتهم.
٥ ـ قال البلاذرى : وفي سنة اربع من الهجرة حرمت الخمر.
(١) في المصدر : فلما بلغ النبى صلىاللهعليهوآله الميعاد.