لمولى الموحدين عليهالسلام صعبا عليه وأحيانا يرى مهموما حزينا والدمع يسيل من عينيه وهو يقول : أخشى أن يكون هذا البعد من باب المطرودية لا المأمورية. وبعد أن حصل له الاطمئنان بعدم تكرارها وارتفاع الخطر ومن خلال احساسه بالتكليف الشرعي في الاستمرار على هذا النهج إذ كان بعتبره من شؤون حفظ الدين وترويج الاحكام الذي هو فرض على أمثاله من العلماء ، بالإضافة إلى أن بعض العلماء والأفاضل كانوا يرون ترك هذا النهج بمثابة اخلاء لأحد خنادق العلم ومعاقل الاحكام وأشبه بتقديم مكافئة للمخالفين وأن المصلحة تمكن في استمرار واحياء هذه الفريضة الإلهية قرر قدسسره التوججه إلى كعبة العشاق وعاد يقيم جميع فرائضه اليومية جماعة داخل الحرم الشريف كما في السابق ، وكان قدسسره كالجبل الراسخ لا يتخلى عما يراه وظيفته الشرعية ولا يخشى غير الله ، وفي نفس الوقت كان يرى الشهادة فوزا عظيما وسعادة أبدية وكم كان يرى أنه يسأل الباري تعالى متضرعا أن يرزقه هذه المنزلة الرفيعة.
شهادته ومدفنه :
كان قدست نفسه في شهوره وأسابيعه الأخيرة من عمره يردد هذه الكلمات وهو يناجي بها معبوده حيث يقول : ( اللهم بارك لي في الموت واجعل الراحة عند الموت والعفو عند الحساب ). وفي ليلة الأربعاء ٢٤ ذي الحجة المصادف لذكرى تصدق أمير المؤمنين عليهالسلام بالخاتم وذكرى ليلة المباهلة ، وبعد إقامة صلاة الجماعة داخل الحرم المطهر وفي أثناء رجوعه من ذلك المكان المقدس حيث كان يرافقه ـ وكالعادة ـ مؤذنه وعدد من الطلبة والفضلاء وبعد دخولهم في الزقاق المؤدى إلى منزله يقوم رجل مسلح بالهجوم عليه باطلاق مجموعة من العيارات النارية عليه