في صرف الحقوق الشرعية فيدفعها حقوقا شهرية إلى طلاب الحوزة ويصرف لنفسه من الهدايا والنذورات التي كانت تقدم إليه مع رعاية الاقتصار الشديد ويوزع ما بقي منها بين الفقراء والمحتاجين. وكان الاهتمام بالمحرومين والمعدمين وخدمتهم وتقديم يد العون والمساعدة إليهم في ذلك الجو البائس وفي ظروف الفقر والحرمان من الأمور الذاتية له والتي لا تنفك عن شخصية هذا العالم الرباني مما جعل الجميع يبكي حزنا على فراقة. وكان له دور مهم في متابعة شؤون واحتياجات عوائل المسجونين والمعتقلين في زنزانات العراق لتأمين حاجاتهم الأساسية.
وأما ما يخص حبه وشدة ولائه لأهل بيت النبوة والعترة الطاهرة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين لا سيما سيد الشهداء عليهالسلام فيكفي أن نذكر التزامه بزيارة عاشوراء يوميا بين الطلوعين داخل حرم أمير المؤمنين عليهالسلام منذ بدايات شبابه قبل أكثر من خمسين عاما وحتى أواخر عمره الشريف وكذلك بالنسبة إلى زيارة الإمام أبي عبد الله عليهالسلام وأخيه أبي الفضل العباس عليهالسلام في ليالي الجمعة منذ أوائل شبابه إلى آخر عمره الشريف وعلى الرغم من مشاغله العلمية فإنه لم يتركها وحتى في أواخر عمره لم يمنعه تقدمه في السن ولا الصعوبات التي يسببها الزحام من الاستمرار عليه وكان يصرح بأنه لا يرغب في ترك زيارة الإمام أبي عبد الله الحسين عليهالسلام إلى آخر عمره ، وهكذا كان رحمهالله وكان الناس هناك يظهرون حبهم له ويسرعون إلى تقبيل يديه حتى كان أحيانا يقع في الحرج نتيجة لشدة الزحام عليه ، وينقل أحد المقربين منه بأنه كان يراه في مثل هذه المواقف مشغولا بالذكر وعيناه تذرفان الدموع فسأله مرة عن نوع ذلك الذرك فقال له : ( اللهم اغفر لي ما لا يعلمون ) وكنت بهذا الذكر أناجي ربي وأقول في نفسي إلهي انظر إلي