وأضرب لك مثلاً محسوساً لتقريب ذاك الى ذهنك واستحضاره بعقلك أرأيت النهر الجاري في الليلة القمراء ؟ حيث يطل القمر على الماء المتدافع وكل موجة تأتي يشعّ القمر عليها وترتسم صورته فيها ثم تمضي وتأتي موجة أخرى ترتسم صورة القمر فيها وهكذا حتّى يجفّ الماء ويغيب البدر فالقمر هو النفس والنهر هو البدن والموجات المتدافعة من الينبوع هي الصور المتعاقبة على البدن التي يشرق عليها ويتّحد مع كل واحدة منها وهى مع كثرتها واحدة ومع انفصال بعضها عن بعض متصلة والنهر واحد سيّال على الاتصال وكذلك البدن من حيث الصور والمتعاقبة عليه واحد كثير متّصل منفصل والنفس مشرقة عليه هي المدبرة له الباعثة فيه النور والحرارة والحركة والحياة وهذا العالم الصغير يحكي لك العالم الكبير بل ( وفيك انطوى العالم الاكبر ) وهو المثل ( ولله المثل الاعلى ) ( أيّها الانسان أعرف نفسك تعرف ربّك ) نعم النهر يجري من ينبوع الارض والجسد والنفس تجري من ينبوع السماء بل من ينابيع العرش بل من ينابيع ربّ العرش عظمت جلالته ، وجلت عظمته.
شد مبدل آب اين جو چند بار |
|
عكس ماه وعكس أختر برقرار |
تبدّل ماء هذا الجدول عدّة مرات وعكس القمر والشمس لم يتحول ولم يتبدل عن ذلك القرار.
٣ ـ فصل وأصل
هل في هذا الهيكل الانساني سوى ما هو
المعروف والمحسوس من أنّه : جسد وروح ؟ روح مجردة بسيطة ، وجسد مادي مركب من العناصر ، فهل ثمّة شيء ثالث ؟ ـ الجواب نعم ولكن لا تستغرب لا تعجب لو قلت لك ان في كلّ جسم