تباعد في عدوه. والغيضة بالفتح : الاجمة ومجتمع الشجر. وراهق الغلام أي قارب الاحتلام.
٤٩ ـ ع : سمعت محمد بن عبدالله بن طيفور يقول في قول يوسف (ع) : « رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه » : إن يوسف رجع إلى اختيار نفسه فاختار السجن فوكل إلى اختياره ، والتجئ نبي الله محمد (ص) إلى الخيار فتبرأ من الاختيار ودعا دعاء الافتقار فقال على رؤية الاضطرار : « يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلبي على طاعتك » فعوفي من العلة وعصم ، فاستجاب الله له وأحسن إجابته ، وهو أن الله عصمه ظاهرا وباطنا.
وسمعته يقول في قول يعقوب : « هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل » إن هذا مثل قول النبي (ص) : « لا يلسع المؤمن من حجر مرتين » فهذا معناه وذلك أنه سلم يوسف إليهم فغشوه حين اعتمد على حفظهم له ، وانقطع في رعايته إليهم ، فألقوه في غيابة الجب وباعوه ، ولما انقطع إلى الله عزوجل في الابن الثاني وسلمه واعتمد في حفظه عليه وقال : « فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين » أقعده على سرير المملكة ، ورد يوسف إليه وخرج القوم من المحنة ، واستقامت أسبابهم.
وسمعته يقول في قول يعقوب : « يا أسفى على يوسف » إنه عرض في التأسف بيوسف ، وقد رأى في مفارقته فراقا آخر ، وفي قطيعته قطيعة اخرى ، فتلهب عليها (١) وتأسف من أجلها ، كقول الصادق عليهالسلام في معنى قوله عزوجل : « ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر » : إن هذا فراق الاحبة في دار الدنيا ليستدلوا به على فراق المولى ، فلذلك يعقوب تأسف على يوسف من خوف فراق غيره ، فذكر يوسف لذلك. (٢)
٥٠ ـ ع : المظفر العلوي ، عن ابن العياشي؟ عن أبيه ، عن محمد بن نصير ، عن أحمد ابن محمد ، عن ابن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن محمد بن إسماعيل ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه قال : قلت لابي جعفر عليهالسلام : أخبرني عن يعقوب حين قال لولده : « اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه » أكان علم أنه حي وقد فارقه منذ عشرين سنة وذهبت عيناه من الحزن؟ قال : نعم علم أنه حي ، قلت : وكيف علم؟ قال : إنه دعا في السحر أن يهبط
__________________
(١) أى فتحرقت عليها. وفى المصدر : فتلهف عليها. أى حزن عليها وتحسر.
(٢) علل الشرائع : ٢٨. م