ومهاد تحتهم موضوع ، ومعايش تحييهم ، وآجال تفنيهم ، وأوصاب تهرمهم ، وأحداث تتتابع عليهم ، ولم يخل الله سبحانه خلقه من نبي مرسل ، أو كتاب منزل ، أو حجة لازمة ، أو محجة قائمة ، رسل لا يقصربهم فلة عددهم ، ولا كثيرة المكذبين لهم ، من سابق سمي له من بعده ، أو غابر عرفه من قبله ، على ذلك نسلت القرون ، (١) ومضت الدهور ، وسلفت الآباء ، وخلفت الابناء إلى أن بعث الله سبحانه محمدا لانجاز عدته ، وتمام نبوته ، إلى آخر الخطبة. (٢)
بيان : على الوحي أي على أدائه. واجتالتهم أي أدارتهم تارة هكذا وتارة هكذا. وواتر إليهم أي أرسلهم وترا بعد وتر. والاضاقة في دفائن العقول بتقدير « في » أي العلوم الكامنة في العقول ، أو بيانية أي العقول المغمورة في الجهالات. والاوصاب : الامراض. والاحداث : المصائب. على ذلك نسلت أي درجت ومضت.
ـــــــــــــــ
(١) أي مضت متتابعة.
(٢) نهج البلاغة : القسم الاول الخطبة الاولى ، وهى طويله يأتى قطعة منها في باب مبعث الرسول صلىاللهعليهوآله ، وتمامه في باب الخطب.