للحسن : انظر ما يقول هؤلاء في هذا القبر ، فقال : يقولون : هو هود (ع) ، فقال : كذبوا أنا أعلم به منهم ، هذا قبر يهودا بن يعقوب ، ثم قال : من ههنا من مهرة؟ فقال : شيخ كبير أنا منهم فقال لهم : أين منزلك؟ فقال : في مهرة على شاطئ البحر ، فقال : أين هو من الجبل الذي عليه المصومعة ، قال : قريب منه ، فقال : ما يقول قومك فيه؟ فقال : يقولون : قبر ساحر ، فقال : كذبوا أنا أعلم به منهم ذلك قبر هود عليهالسلام وهذا قبر يهودا. (١)
بيان : اختلف في موضع قبره (ع) (٢) فقيل : إنه بغار بحضرموت ، وروى المؤرخون عن أميرالمؤمنين (ع) أن قبره على تل من رمل أحمر بحضرموت ، وقيل : إنه دفن في مكة في الحجر ، وسيأتي خبران في كتاب المزار يدلان على أنه عليهالسلام دفن قريبا من أمير المؤمنين (ع) في الغري ، ويمكن الجمع بحمل هذا الخبر على الموضع الذي دفن فيه أولا ثم نقل إلى الغري كآدم عليهالسلام.
١٩ ـ وروى أبوالفتح الكراجكي في كنز الفوائد عن الاصبغ بن نباتة في حديث رجل من حضرموت أتى أميرالمؤمين عليهالسلام في أيام أبي بكر فأسلم على يده ، قال : فسأله أميرالمؤمنين (ع) يوما ونحن مجتمعون فقال : أعالم أنت بحضرموت؟ فقال الرجل : إن جهلتها لم أعلم شيئا ، قال : أفتعرف موضع الاحقاف؟ قال : كأنك تسأل عن قبر هود النبي (ع)؟ قال : لله درك ما أخطأت ، قال : نعم خرجت في عنفوان شبابي في علة من الحي (٣) ونحن نريد أن نأتي قبره لبعد صوته فينا (٤) وكثرة من يذكره ، فسرنا في بلاد الاحقاف أياما وفينا رجل قد عرف الموضع حتى انتهى بنا ذلك الرجل إلى كهف فدخلنا فامعنا فيه طويلا (٥) فانتهينا إلى حجرين قد اطبق أحدهما فوق الآخر وبينهما خلل
ـــــــــــــــ
(١) قصص الانبياء مخطوط. م
(٢) قال المسعودى في اثبات الوصية ص ٢٢ : ودفن فيما روى على شاطئ البحر تحت جبل على صومعته ، وروى انه صار إلى مكة هو وشيعته بعد أن أهلك الله قومه فاقام بها إلى ان مات.
(٣) هكذا في نسخ الكتاب ، وفى المصدر : « في غلمة من الحى » وفى المعجم : « في اغيلمة من الحى ».
(٤) في المعجم : لبعد صيته فينا.
(٥) في المعجم : ومعنا رجل قد عرف الموضع ، فانتهينا إلى كثيب أحمر فيه كهوف كثيرة ، فمضى الرجل إلى كهف منها فدخلناه فأمعنا فيه طويلا. أمعنا : أى بالغنا في الاستقصاء.