ثم ينقلون تلك العمد فينصبونها ، ثم يبنون القصور عليها فسميت ذات العماد لذلك (١)
١٣ ـ ج : روي عن علي بن يقطين أنه قال : أمر أبوجعفر الدوانيقي يقطين أن يحفر بئرا بقصر العبادي ، فلم يزل يقطين في حفرها حتى مات أبوجعفر ولم يستنبط منها الماء ، فأخبر المهدي بذلك فقال له : احفر أبدا حتى تستنبط الماء ولو أنفقت عليها جميع ما في بيت المال ، قال : فوجه يقطين أخاه أبا موسى في حفرها ، فلم يزل يحفر حتى ثقبوا ثقبا في أسفل الارض فخرجت منه الريح ، قال : فهالهم ذلك فأخبروا به أبا موسى فقال : انزلوني ، قال : وكان رأس البئلر أربعين ذارعا في أربعين ذراع ، فاجلس في شق محمل ودلي في البئر ، فلما صار في قعرها نظر إلى هول وسمع دوي الريح في أسفل ذلك ، فأمرهم أن يوسعوا الخرق فجعلوه شبه الباب العظيم ، ثم دلي فيه رجلان في شق محمل فقال : ائتوني بخبر هنا ماهو ، قال : فنزلا في شق محمل فمكثا مليا ثم حركا الحبل فاصعدا ، فقال لهما : ما رأيتما؟ امرا عظيما رجالا ونساء وبيوتا وآنية ومتاعا كله مسوخ من حجارة فأما الرجال والنساء فعليهم ثيابهم فمن بين قاعد ومضطجع ومتكئ ، فلما مسسناهم إذا ثيابهم تتفشى شبه الهباء ، ومنازل قائمة ، قال : فكتب بذلك أبوموسى إلى المهدي ، فكتب المهدي إلى المدينة إلى موسى بن جعفر عليهالسلام يسأله أن يقدم عليه ، فقدم عليه فأخبره فبكى بكاء شديدا وقال : يا أميرالمؤمنين هؤلاء بقية قوم عاد غضب الله عليهم فساخت بهم منازلهم ، هؤلاء أصحاب الاحقاف ، قال : فقال له المهدي : يا أبا الحسن وما الاحقاف؟ قال : الرمل. (٢)
بيان : قال الطبرسي قدسسره : الاحقاف جمع حقف وهو الرمل المستطيل العظيم لا يبلغ أن يكون جبلا ، قال المبرد : هو الرمل الكثير المكتنز غير العظيم وفيه اعوجاج ، ثم قال : هو واد بين عمان ومهرة (٣) عن ابن عباس ، وقيل : رمال فيما بين عمان إلى حضرموت
ـــــــــــــــ
(١) علل الشرائع : ٢٣. م
(٢) الاحتجاج : ٢١١. م
(٣) بالتحريك : بلاد تنسب إلى مهرة بن حيدان بن عمروبن الحاف بن قضاعة ، بينه وبين عمان نحو شهر وكذلك بينه وبين حضرموت. وحضرموت بالفتح فالسكون ثم الفتح فالضم : ناحية واسعة في شرقى عدن بقرب البحر ، وحولها رمال كثيرة تعرف بالاحقاف وبها قبر هود ، وبقربها بئر برهوت.