رجل منهم أخرج أهل القرية بدله ، فالناس يموتون والعشرة لا ينقصون ويستقبلون بوجهه الشمس حين تطلع يديرونه معها حتى تغيب ، ثم يصبون عليه في البرد الماء البارد ، وفي الحر الماء الحار ، قال : فمر عليه (١) رجل من الناس فقال له : من أنت يا عبدالله؟ فرفع رأسه ونظر إليه ثم قال : (٢) إما أن تكون أحمق الناس ، وإما أن تكون أعقل الناس إني لقائم ههنا منذ قامت الدنيا ما سألني أحد غيرك من أنت. ثم قال : يزعمون أنه ابن آدم ، (٣) قال الله عزوجل : « من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل إنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا » ولفظ الآية خاص من بني إسرائيل ومعناها عام جار في الناس كلهم. (٤)
١٠ ـ فس : أبي ، عن أحمد بن النضر ، عن عمروبن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر (ع) قال : جاء رجل إلى النبي (ص) فقال : يا رسول الله رأيت أمرا عظيما ، فقال : وما رأيت؟ قال : كان لي مريض ونعت له ماء من بئر الاحقاف يستشفى به في برهوت ، (٥) قال : فتهيأت ومعي قربة وقدح لآخذ من مائها وأصب في القربة إذا شئ (٦) قد هبط من جو السماء كهيئة السلسلة وهو يقول : يا هذا اسقني الساعة أموت ، فرفعت رأسي ورفعت إليه القدح لاسقيه فإذا رجل في عنقه سلسلة فلما ذهبت انا وله القدح اجتذب حتى علق بالشمس ، ثم أقبلت على الماء أغرف إذ أقبل الثانية وهو يقول : العطش يا هذا اسقني الساعة أموت ، فرفعت القدح لاسقيه فاجتذب حتب علق بالشمس حتى فعل ذلك الثالثة فشددت قربتي ولم اسقه ، فقال رسول الله (ص) : ذاك قابيل بن آدم قتل أخاه وهو قوله عزوجل : « والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشئ إلا كباسط كفيه إلى الماء » إلى قوله : « إلا في ضلال » (٧)
ـــــــــــــــ
(١) في المصدر : فمر به. م
(٢) في المصدر : ثم قال له. م
(٣) الظاهر بقرينة قوله : « يزعمون » أن الحديث من مرويات العامة وقصاصهم.
(٤) تفسير القمى : ١٥٤ ـ ١٥٥. وفى نسخة : ولفظ الاية خاص في بنى اسرائيل ومعناها العام جاء في الناس كلهم.
(٥) في المصدر : نستسقى في برهوت. م
(٦) تفسير القمى : ٣٣٨. م
(٧) في المصدر. واذا بشئ. م