شرائعها للانسان فأعطته في كل عهد ما يلائمه ، وكان دور الرشد الاجتماعي هو دور الرسالة الكاملة والشريعة الخالدة.
* * *
وللانسان على رأس صلاته المتنوعة صلة بخالقه الذي كوَّنه بعد العدم ، وقواه بعد الضعف ، وأغناه بعد الفقر ، وكثره بعد القلة. والذي صوره فأبدع منه التصوير ، ودبره فاتقن له التدبير.
عبودية لها معنى الحرية ، وخضوع هو قوام العزة ، وتبعية فيها سرّ الاستقلال.
بلى ، الانسان عبد تابع خاضع ، ولايملك ان يكون إلا عبداً ، ولايملك ان يكون إلا تابعاً خاضعاً ، وليتفكر. وليتأمل وليطل تفكيره وتأمله إذا شاء ، ثم لينظر أيستطيع أن يكون غير ذلك ؟.
وقد يجحد المرء ، وقد يمعن في جحوده إذا كان لا يأبه لمنطق ولا يعي نداء فطرة ولا يكترث لدلالة أثر ، يستطيع المرء أن يكون كذلك وأن يتطاول على ربه اذا كان من هذا الصنف الكنود ، ولكنه لايملك أن يغير شيئاً مما وقع.
ليفكر في وجوده الذي به يكون ، وفي حياته التي يقوم ، وفي طاقاته التي بها ينشط. وفي جوارحه التي بها يعمل ، وحواسه التي بها يدرك ، وعقله الذي به يفكر ، ولسانه الذي به ينطق ، وفي كل خاصة وعامة من نفسه ، وكل ظاهرة وخافية من جسمه ، الا يحس أن جميع ذلك منه موجود بعد عدم ، ومكتمل بعد نقض ؟
ثم الا يوقن بأن هذا الوجود المستحدث بعد العدم المستكمل بعد النقص لامحيد من أن يكون له موجد حي يصرّفه بقوة وينظمه بتدبير ؟