هذه هي الطريقة المتصورة والمستطاعة في
وضع هذا النوع من القوانين. واذن فما مصير أجيال عديدة من البشر قدر لها أن تحيا وتعيش قبل استقرار النتائج ، وقبل تنفيذ القانون ؟.
ما يكون مصير هذه الاجيال من البشرية
وهي تشارك أجيالها الاخرى في الغاية وتضاهيها في التطلع ، وتعادلها فيما آتاها الله من مواهب وفيما اعد لهذه الغاية فيها من عدة ؟
والحكمة التي قضت بأن يكون للانسان نظام
يولي به وجهه شطر الكمال ، أليست بذاتها تستدعي أن يكون هذا النظام شاملاً لجميع أجياله ومتسعاً لجميع أحواله ؟
والبراهين التي حتمت وجود القانون
للمجموعة ، ألا تحتم كذلك ان يكون هذا القانون شاملاً لجميع أبعاضها ؟.
ما يكون مصير تلك الاجيال المحروبة
المنكوبة في تلك الآماد الطويلة ؟
أفيكتب عليها سوء المنقلب أن تحيا ( للعصاب
) وتعيش للاضطراب ، مترددة متلددة بين هوى الكمال وحيرة الضلال ؟!.
(٥) وبعد أن يطوي القانون هذه المراحل
البعيدة ، وبعد أن يستكمل ( بيد العقل أو بيد مشرع سواه ) مواده وفصوله ، وبعد أن يوضع النص الكامل لعبارته والشرح الوافي بمقاصده ، فهل يفي ذلك ـ وحده ـ بالحاجة ؟
بحاجة الانسانية التي دعت الى وضعه ؟.
الواقع أن تلك المراحل الطويلة والجهود
المضنية المضاعفة انما وفت بنصف العمل فقط ، وقد بقي نصفه الآخر مفتقراً الى جهد مضاعف والى عناء طويل مستأنف.