الانسان ـ أن تكون
له وحدة في سلوك وأن تجمع أفراده على غاية ؟.
الحق أنها لا تطمع في أن تقدم للانسان هذا
الضمان ، ولن تقوى على الوفاء به إذا ضمنت ..
ودليل عجزها هذا التناقض البادي بين
مناهجها ، وهذا البون الشاسع بين اتجاهاتها ..
ودليل عجزها أنها علاجات يقتضيها زمان
وتلدها مناسبة ، وتحددها بيئة ، وكل أولئك سبب للتحديد ، وهدف للتغير وعرضة للزوال.
ودليل عجزها هذا القصر منها في النظرة
فهي لا تحصي طباع المرء كلها بالتمحيص ، ولا تستوعب ضروراته كلها بالملاحظة ، ولا تعم روابطه كلها بالاستعراض ، ولا تستقصي غرائزه وركائزه كلها بالمعادلة ..
وكيف تملك أن تكون لبني الانسان جميعهم
وحدة في سلوك وان تجمعهم آخر الامر على غاية اذا لم يكن لها هذا الشمول في النظرة ، وهذه الدقة في المراقبة ؟
والانسان نوع واحد فمن المحتم ان تكون
الغاية التي يسموا اليها غاية واحدة ، ومن المحتم ان يكون سبيله المؤدي به الى الغاية سبيلاً واحداً أيضاً. أرأيت شيئاً من موجودات الكون تخطى هذه الحدود ؟
* * *
ليكن الانسان قرداً مبتور الذنب.
ليكن كذلك .. كما يرغب أن يتصوره بعض
الناس.
وليكن هذا البشري صامتاً نطق ، ووحشاً
أنس ، وأعجم عقل.
لتتحقق كل هذه الفروض كما يهوي ذلك بعض
الناس .. وكما يحلو