هذه حقيقة قررها العلم الحديث واثبتتها تجاربه ومشاهداته فلا مراء فيها ولا لبس ، وفي القرآن الكريم :
( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) (١).
وموضع الاعتبار من هذا الوحي الكريم هو قوله جعلناه نطفة. جعلنا الانسان هذا المخلوق الذي أنشأنا جنسه من قبل فابتدأناه من سلالة من طين. جعلنا الانسان هذا بخصائصه وفوارقه نطفة في قرار مكين ، وأعددنا له المنهاج الطبيعي الذي لا يحور ، فارتقى الانسان النطفة وارتقت معه الخصائص والفوارق فكان علقة ثم كان مضغة ، ومر في طريقه دائباً لا ينحرف ولا يتأخر ، ولا يكل ولا يهدأ حتى إذا أعدته الطبيعة للهدف ، وأدنته الرحلة من الغاية أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين.
أما كيف اتحدت الجرثومتان ( جرثومة الذكورة وجرثومة الانوثة ) فكانتا خلية واحدة تحمل خصائص الكائن وخوارق التكوين وعجائب القدرة فهذا ما أدع بيانه الى الدكتور الكبير ( الكسيس كاريل ) في كتابه ( الانسان ... ذلك المجهول ).
« وفي وقت الحيض ينفجر الكيس المشتمل على البويضة ، ثم تبرز
__________________
١ ـ المؤمنون : ١٢ ـ ١٤.