شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (١).
ان الادلة مبثوثة في كل وجهة وان الدلالة مستبينة لكل ناظر فعلامَ الشك اذن ، وفيم الجدل ؟!.
وانه لاسفاف في الحكم وسفه في الرأي ومناقضة في القياس ان يحس المرء دلائل هذه القدرة ملء الاكوان وملء الامكان ثم يرتاب ويتردد !!.
وما خلق الناس وما اعادة الحياة ازاء قوة قدرت الافلاك وانشأت الأملاك ؟ ( لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) (٢).
اجل وما حياة بعد موت ، بل وما حياة قبل موت إزاء هذه القدرة المهيمنة المسيطرة ؟.
انها كلمة من كلماتها ، واشعاعة من اشعاعاتها :
( مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) (٣).
والكون كله كلمة وإشعاعة !!
كلمة تصدر من قائلها فلا تتخلف ، ويمتنع ان تتخلف :
( إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) (٤).
ما أقلق فاء الجواب هنا ، وما أجمل موقعها في الوقت ذاته.
ما أحرج موقفها ، إنها تروم أن تعيق المعلول عن علته فلا تملك !.
__________________
١ ـ الاحقاف : ٣٣.
٢ ـ المؤمن : ٥٧.
٣ ـ لقمان : ٢٨.
٤ ـ النحل : ٤٠.