الدهر.
حياة وموت ...
هذا هو القانون ، وهذه هي الغاية.
كما تستودع البذرة في الأرض فتنمو ثم تفرع وتثمر ، ثم تموت وتعود هشيماً ، يزرع الانسان كذلك نطفة ، ثم يولد طفلاً ، وينمو ويشب ، ويقترن ويلد ، ثم يموت ويصبح رميماً ، وينتهي خبره ويَمَّحى أثره.
ثم لاشيء. ثم لاغاية غير هذه الغاية.
هنا من يقول ذلك. والقرآن الكريم يدعوه ظناً هنا ، ويدعوه ظناً كذلك في آيات اخرى ذكره فيها ، يدعوه ظناً ، إذ ليست له حرمة العلم ، وليست له حرمة الفكر الصحيح ، وليست لقائله حرمة المفكر الحرّ.
وما رأي يعصب صاحبه عينيه عن النور ليرى ، ويغلق فكره عن البرهنة ليخال ؟!.
ليس هذا ضلالا في العمل ، وإنما هو ضلال في العقيدة وتبلد في الشعور.
هو كفر ، وويل للذين كفروا من النار.
ليس من الحكمة أن ينشأ موجود لا لغاية. وليس من الحق أن يترك الانسان لا لرشد ، وليس من العدل أن يجعل المؤمنون العاملون للصالحات والكافرون المفسدون في الأرض سواء في العقبى ، سواء في الجزاء.
إن الله خلق هذين الفريقين من الناس على
السواء ، وآتاهما التكاليف الموجبة للسعادة والفوز على السواء ، وأتاح لهما الفرص الكافية لبلوغ الغاية على السواء ، فآمن المؤمنون بربهم واتبعوا مرضاته عن بينة ، وجحد