لامناص من هذا كله لانه من النواميس
المتبعة في الوجود. ولن يملك الانسان أبداً أن يشذ عن واحد من هذه النواميس.
والكون مجموعة واحدة متماسكة الاجزاء
متسقة الحركات ، تجري في مدى متشابه الى غايات متشابهة ، والانسان من هذه المجموعة جزء ليس في وسعه أن ينفصل ، وليس من الخير له أن ينفصل فلابد وان يكون كماله شطراً من الكمال الاكبر ، ولابد وأن يكون نظامه جزءاً من النظام العام ، ولابد وان يكون القيم عليه هو باري المجموعة الكونية والقيم على تدبيرها والواضع لنظمها.
والفارق الوحيد مابينها هو أن الاستكمال
فيما سوى هذا الاتجاه من الانسان طبيعي فيجب أن تكون سننه سنناً طبيعية لامدخل فيها للارادة ، وان رقي الانسان في كمالاته هذه اختياري فيجب ان تكون شريعته وضعية تقوم على الارادة وتعتمد على الاختيار.
وأخيراً أعرفت ما هو الدين ؟
هو هذا النظام المحكم الشامل الذي يرقى
به الانسان إلى نصابه الأعلى من الكمال ...
أفترغب في إيضاح أكثر من ذلك ؟
* * *
يغرس البستاني ساقا من الكرم أو يضع
بذرة من القمح ، بعد أن يختار له المنبت الزكي ويتحرى له الجو الصالح ويتربص به الزمن المناسب ، وبعد أن يكدح في تنقية التربة وتمهيد الأرض ، ثم يتعهد ما غرسه بالرواء الكفي ، ويعكف عليه بالنظر الدائم والاصلاح اللازم ، يصنع جميع ذلك ويدأب فيه