اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا ) (١).
كل هذه تدلنا على ان بعث الرسل ضرورة لا غناء للبشر عنها : لأن الدين ضرورة لا غناء للبشر عنها.
وكل هذه تدلنا على ان عصمة الرسول واجبة. لأن أهداف الرسالة لاتتم بدونها.
عصمة الرسول في التبليغ لأنه سند للشريعة.
وعصمته في السلوك والصفات لأنه المثال الاعلى للامة.
وعصمته في كل قول وفي كل عمل. لأن دليل الصدق لايكون كاذباً وقيم العدل لا يكون ظالماً ، وبرهان الصواب لا يكون ضالا.
هذه حقائق لن يرتاب العقل المستنير في واحدة منها إذا هو استوضح معنى الرسالة في الدين ، واستبان مقام الرسول من الشريعة واستجلى موضوع قيادته للأمة.
ولن يرتاب العقل المستنير في واحدة منها اذا علم أن الرسالة سفارة يقيم الله بها حجة ، وينيط بسلوكها نظاماً ويمهد بها الى غاية. هي غاية الله سبحانه من تكوين هذا الوجود وايجاد هذا الكائن.
ولن يرتاب العقل المستنير في واحدة منها اذا أيقن أن الرسول لازم التصديق في كل قول ، واجب الاطاعة في كل حكم ، مفروض الاجلال والتوقير على كل حالة. وما كان الله ليحتم تصديقه على الناس اذا كان لايمتنع على قول الكذب ، وما كان ليوجب طاعته عليهم اذا كان لا
__________________
١ ـ الاحزاب ، الآية ٤٥ ـ ٤٦.