كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ ) (١).
على هذا السنن المستقيم العادل أسس دين الإسلام يوم أسس ، وأنزل كتاب الإسلام يوم انزل : ( اللهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ ) (٢) وعلى هذا السنن المستقيم العادل توالت أحكام هذا الدين وتتابعت أصوله وفروعه وأنزلت تعاليمه وآدابه : ( وَهَٰذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ) (٣) وعلى هذا السنن المستقيم العادل اتم دين الله آخر نص من نصوصه ، وختم وحي الله آخر آية من آياته :
( وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (٤).
* * *
الدين ضرورة يقتضيها تنظيم الكون ، وتنظيم الحياة ، وتنظيم سلوك الانسان الفرد وسلوك الانسان الامة ، وتنظيم علائقه بعضه ببعض وفرده بالمجتمع ، وتوثيق روابطه بالكون ، وتوثيق صلته العظمى برب الكون.
والدين نظام اختياري لاسبيل فيه للجبر ولا مساغ للاضطرار ، لانه توجيه للعقل وتقويم للارادة وتهذيب للضمير ، وأخذ بيد الانسان في سلوكه الاختياري الى كماله الأعلى الاختياري. وقد قدمنا تفصيل هذا وأقمنا على ثبوت وجوهاً من البرهان.
__________________
١ ـ الأنبياء ، الآية ٤٧.
٢ ـ الشورى ، الآية ١٧.
٣ ـ الانعام ، الآية ١٢٦.
٤ ـ الانعام ، الآية ١١٦.