الى القسط في الحكم
الى القسط في الميزان ، ومن الاستقامة في النفس الى الاستقامة مع الغير. ومن العدل في الفرد الخاص الى العدل في المجتمع العام ، ومن التساوي في الحقوق الى التساوي في الطبقات. ومن العدل في ميادين العمل في الدنيا الى العدل في موازين الجزاء في الآخرة ، كل هذه مجالات لنشاط الدين ، وكل هذه مجالي للعدل المتكامل الذي يستهدفه دين الاسلام. وكل هذه مظاهر لعدل الله الكامل الشامل تدل على مراشد دينه كما تدل على مناهج قوانينه.
فالمؤمن حقَّ الايمان من يقوم لله
بالقسط ، ومن يكون رقيباً لله على نفسه وعلى خاصته في ذلك قبل أن يكون شهيداً له على من سواهم ، ومن لا يشذ به الهوى ولا تميل به الأغراض عن منهاج العدل في جميع ذلك. أما من يلوي أو يعرض فان الله خبير بالخائنين في عهودهم ، ونقمته مرصودة لهم جزاء وفاقاً لخيانتهم :
(
يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ للهِ
وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ
فَقِيرًا فَاللهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا
فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ) .
والمؤمن حق الايمان من يتصل عدل اللسان
منه بعدل اليد والقلب ، فلا ينطق لسانه إلا بصواباً ولا يحكم إلا عدلاً ولا تعمل جوارحه إلا حقاً ولا يعزم قلبه إلا خيراً :
__________________