(
وَنَزَّلْنَا
عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً
وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ * إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ
وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
) .
والعدل هو الغاية من تشريع الدين حين
نصف به الانسان الفرد أو نصف به الانسان الأمة.
العدل هو الاستقامة ، والاستقامة هي
الكمال. والكمال هو الغاية.
فايجاد الانسان العادل واقامة المجتمع
العادل هي غاية الله من الإسلام حين وضع أول حجر من هيكله ورفع أول قاعدة من قواعده. ومن أجل هذه الغاية وضع كل حجر منه وأقام كل قاعدة ، ومن أجل هذه الغاية أتمَّ البناء وثبَّت الدعائم. وبهذه الغاية الشاملة يرتبط كل جذر من جذور الدين وعليها يتفرع كل غصن من أغصانه ومنها تبدو وتنضج كل ثمرة من ثمراته :
(
لَقَدْ
أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ
وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) .
والعدل في الإسلام سلسلة متراصفة
الاجزاء مترابطة الحلقات. فمن العدل في العقيدة الى العدل في المنهاج الى العدل الهدف ، ومن الاتزان في السلوك الى الاتزان في المعاملة الى الاتزان في الخلق ، ومن النَصَف بين الغرائز الى النَصَف بين الافراد الى النَصَف بين الامم ، ومن القسط في القول
__________________