إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الاسلام ينابيعه. مناهجه. غاياته

الاسلام ينابيعه. مناهجه. غاياتهالاسلام ينابيعه. مناهجه. غاياته

الاسلام ينابيعه. مناهجه. غاياته

تحمیل

الاسلام ينابيعه. مناهجه. غاياته

261/346
*

وما يلقنها اياه من هداية. وكيف يتلقى المرء هذه الدربة ، وكيف يجوز هذا الامتحان اذا كان أشل الارادة أجب الاختيار ؟!.

وانظمة الاخلاق وقوانين الاجتماع ومواضعات العرف وتشريعات الأمم انما هي حوافز للمرء على التوجه الى الخير الاعلى من وجهة ، وزواجر لارادته عن الاندفاعات المردية من جهة اخرى. وبيّن ان هذه النتائج لن تكون ممكنة الا حيث يكون الانسان حراً في الرغبة حراً في التصميم.

غريب أن يتساءل امرؤ أهو مختار في فعله ام مجبور ؟ لأنه يتغاضى بذلك عن بديهة ويرتاب في محسوس ، واشد غرابة من ذلك أن يلتمس دليلا على اختياره اذا قيل له انك مختار ، ويتكلف اقامة الحجة على جبره اذا اعتقد انه مجبور ، أليس الاثبات والنفي والجرح والتعديل والقبول والرد انواعا من عمل الانسان تقتضي تصميما وتقتضي ترجيحاً وتقتضي هدماً وبناءً ؟ وكيف يملك أن يستقل فيها اذا لم يكن مستقلا في الارادة مختاراً في الافعال ؟!.

الحق ان الانسان ينسى حديث الجبر وهو يقيم الادلة لاثبات مبدأ الجبر ويعترف بالاختيار وهو يوصد باب الاختيار ، والحق ان فكرة الجبر لاتستطيع ان تقف على قدم مهما نضَّر لها الخيال من صورة ، ومهما زوّق لها البيان من صيغة ، ومهما ابتكر لها الانسان من فلسفة ، والحق ان مذهب الجبر وهم سخيف المعنى ضعيف المبنى وان اتخذه بعض متصوفة الإسلام عقيدة ثابتة وعده بعض متكلمة الإسلام مشكلة عويصة.

والحق أن شريعة الجبر توجب سدّ كل معرفة وبطلان كل عقيدة وهدم كل ثقافة ، ذلك ان المعارف والعقائد والثقافات على تنوعها تستدعي