وغني في صنعه وفي كل
مجلى من مجالي قدرته عن الظهير ، وغني في تدبيره وفي كل ظاهرة من ظواهر حكمته عن المشير ، ثم هو متنزه في ذاته وفي كل شأن من شؤون عظمته عن الحاجة ، ومترفع في غناه وفي كل معنى من معاني جلالته عن التحديد.
وإذا تنزه عن الافتقار والحد والتعليل
في كل معنى من معاني الكمال فهو عن العبث والظلم أشد تنزهاً واعظم تعالياً.
هذا هو المعنى الظاهر للغنى الالهي أو
هو اللازم القريب من لوازمه.
فاذا أيقن المسلم لربه بهذا الغنى واذا
آمن له بهذا التنزيه ، فهل يستطيع أن يؤمن أيضاً بأنه يستكمل بصفته أو يمتدح بعبث أو يستطيل بظلم ؟.
تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
وتعالى المسلم أن يدين لربه بهذه
العقيدة.
وتعالت عقيدة التوحيد في الإسلام عن مثل
هذا الاسفاف وهذا الالتواء.
* * *
وفكرة الجبر نكسة عقلية ركبها الانسان ليحمل
عليها أوزاره ويبرر بها إسفافه ، ثم حمل العقل عليها حملا ، وكلفه بقبولها تكليفاً ، وقد كان الفكر سخيفاً جداً لما حاول أن يضيفها الى جدول أعماله.
وتمادت النكسة بالانسان واستبد به الوهم
ففسر بالفكرة آيات من الكتاب .. من القرآن !. وأوّل بها أحاديث من السنة ... من سنة الرسول !. ووضعها في قائمة العقائد ... عقائد الإسلام. وضمها الى بحوث التوحيد ، وجعلها من توابع عموم القدرة !!.