من صميم هذا القانون العام الواحد ينشعب
قانون كل موجود ، وكل جزء من كل كائن ، وكل خلية من كل جزء وكل ذرة من كل خلية نوية وجسيم من كل ذرة ، والى الغاية الكبرى المحيطة ترد كل غاية جزئية لأي كائن جزئي.
وعلى هذه الفكرة الجامعة يجب أن تقوم
فكرة الدين ونظرة الاجتماع وفلسفة الخلق ومنهج التربية ونظام الاقتصاد وقانون السياسة والحكم وعلى هذا الأساس يجب أن ترتكز كل نظرة تبحث عن الانسان الفرد أو الانسان الأمة ، وكل تشريع يعد للانسان الفرد او للانسان الأمة.
هذه الفكرة الإسلام الجامعة عن التوحيد
وهي التي أثبت العلم كل مقطع من مقاطعها ، وأكد العقل كل منحى من مناحيها.
وفي ضوء هذه الفكرة فالبشرية جماعة
واحدة ذات اتجاه واحد ويتحتم أن يظللها دين واحد ، وأن تذعن كذلك لحكومة واحدة يرأسها إمام واحد.
والمسلمون أخوة أشقاء يصل بينهم نسب
البشرية ولحمة العقيدة ورحم الدين ، والمسلمون أولياء على تنفيذ هذه الخطة وتحقيق هذه الفكرة يرشدون من يجهلها بالحسنى ويقوّمون من يزيغ عنها بالحجة ويخضعون من يكيد لها بالقوة.
أما من لا يشاء أن يقتنع ولا يحاول أن
يكيد فهو وإن نشز عن الوحدة التي يفرضها الإسلام ، وعن الفكرة الجامعة التي يحتمها قانون التكوين ، إلا ان دين الإسلام يقرر له حرية المعتقد ، وحرية العبادة ، وحرية العمل ، والمساواة الكاملة أمام العدل ، والكرامة الموفورة في الحياة. وله على حكومة الإسلام أن تصون له هذه الحقوق ، وأن تفي له بهذه الضمانات.