كل هذه العوالم الكثيرة المتباعدة في الامكنة متحدة في المادة متسقة في النظم متفقة في الحركة (١).
__________________
١ ـ يقول علم الفلك الحديث : إن أرضنا هذه التي نحيا ونعيش عليها يبلغ متوسط قطرها سبعة آلاف وتسعمائة وسبعة وعشرين ميلا ، وتبلغ كتلتها خمسة آلاف مليون مليون طن. وهي أعداد كبيرة بل وهائلة اذا قيست الى ما يألفه الانسان من مسافات وأوزان.
ولكن العلم يقول ايضاً : وكتلة الأرض هذه التي قدرناها بهذا العدد الضخم لاتزيد على جزء واحد من ثلاثمائة واثنين وثلاثين الف جزء من كتلة الشمس !!. فهي اذن صغيرة جدا إذا قسناها بالشمس ، وكذلك الكواكب السيارة التي تدور حول الشمس. واكبر هذه الكواكب هو المشتري ، وكتلته على ما يقولون اكبر من الأرض ثلاثمائة وسبع عشرة مرة ، ولكنه على ضخامته لايبلغ جزءاً من الف جزء من كتلة الشمس.
ويقول علم الفلك الحديث : إن أرضنا تبعد عن الشمس بثلاثة وتسعين مليون ميل ، أي بنحو من ثماني دقائق يقطعها الضوء بسرعته العظيمة. وأبعد السيارات عن الشمس هو كوكب ( بلوتو ) وقد قدروا متوسط بعده بثلاثة الآف وست مئة وسبعين مليون ميل ، أي بنحو من خمس ساعات ونصف = = بسرعة الضوء وهي أبعاد شاسعة سحيقة لاعهد للانسان بمثلها.
ولكن العلم يقول أيضاً : إن أقرب النجوم الينا لايصل نوره الى الأرض إلا بعد اربع سنين ضوئية !. ويقول كذلك : إن قطر مجرتنا يبلغ نحواً من مائة الف سنة ضوئية !!. فما يكون قدر مجموعتنا إذن وما قدر أبعاها وابعاد مداراتها اذا قيست بهذه المسافات الهائلة ؟. أليست ـ كما قلنا ـ إنما تحتل بقعة صغيرة من هذه الحدود السحيقة ؟.
وكشف العلم أن مجرتنا تحتوي على مائة ألف من ملايين النجوم من ملايين الشموس.
وأن بعض هذه النجوم يكبر شمسنا مئات المرات حجماً ويفوقها مئات المرات بهاءً ولمعاناً.