كذلك آثار الفطرة الملتوية. أو بالاحرى آثار الانسان الذي التوى عن الفطرة ، وصدف عن هداها.
وهذه حقيقة لايمتري فيها علماء التأريخ ولا علماء الآثار. فالتوحيد الخالص والشرك الصريح والالحاد المرتاب وجدت جنباً الى حنب في جميع عصور التاريخ ، وحالها في الازمان الغابرة كما هي في الأزمان الحاضرة سواء بسواء. ومواقف دعاة التوحيد من المشركين والملحدين معروفة مشهورة في جميع الأدوار. بل والحقيقة التي تثبتها الحجج القاطعة ان التوحيد سابق على الوثنية في النشأة.
وتتشهى فئة من الناس أن تحكم أهواءها في التأريخ لتحكم أهواءها في هذه العقيدة ، ثم في فكرة الدين !!.
لتقول : ان الله وهم أنتجه الخيال الاسطوري للانسان ، وان الدين والنظم الأخلاقية وتعابير الشرف والاستقامة قيود صاغها السادة للعبيد !!.
تتشهى هذه الفئة أن تبتدع لعقيدة الالوهية تأريخاً لايعرفه التأريخ.
تقول : إن هذه العقيدة نشأت عند الانسان القديم من فكرة بسيطة من طريق تشخيص القوى الطبيعية. ثم مرت مع الأزمان تنمو وتربو وتتحور وتتطور ، حتى بلغت الذروة في عقيدة التوحيد. ونشأت معها كذلك فكرة الدين ، وتطورت بتطورها ونضجت بنضوجها في الأديان التوحيدية. واذن فالالهة وهم اخترعه الخيال وعمل فيه التطور. والدين خرافة وضعها السادة ليقيدوا بها العبيد. واقرأ ان شئت قول ( فردريك انجلز ) في كتابه لودفيج فيور بارخ :