ولابد له بعد فقد المبلّغ من الحجة
الحافظ.
الدين نظام اختياري يرتكز على الارادة
ويتكيء على البرهان ، فهو لذلك يفتقر الى المبلّغ المأمون.
والدين شريعة وضعية تقوم على الموازنة وتستمد
من الملابسات فهو من أجل ذلك نصبٌ للطوارىء وعرضة للتحريف ، وهو من اجل ذلك يفتقر الى الحافظ المأمون.
مبلِّغ يستوعب شريعة الله كاملة ويؤديها
الى الناس غير منقوصة.
وَقَيِّم يستودعه ذلك المبلِّغ أمانته
ويقيمه ملجأ للأمة بعد موته.
ذلك المبلغ الذي يحمل رسالة الله في دور
التأسيس هو الرسول.
وهذا القيم الذي ينوب عن الرسول في حفظ
الشريعة هو الامام.
(٤)
إذا كان الله سبحانه مصدر كل شيء في البدء فان اليه مصير كل حي في النهاية واذا كان هو الرقيب على الاعمال في الدنيا فهو الحسيب المجازي عليها في الآخرة ، واذا كان الدين منهاجاً للانسان لا محيد من وضعه ولا مناص من اتباعه فلا محيص من يوم يقوم المرء فيه لتصفية النتائج واستيفاء التبعات.
اما البعث والنشور فان الحديث عنه أوضح
من أن يسجل وأبين من أن يفتقر الى دلالة ، أليس من الهزل العابث أن يقول قائل : إن فلاناً الصانع الماهر قادر على أن يعيد ماإبتكره ؟!
ثم أليس من السخف المضحك بعد ذلك أن
يطلب أحد من هذا القائل بينة على صحة هذه الدعوى ؟!
أرايت بنَّاءً يقيم عمارة عظيمة تبدو
فيها براعة الفن ومهارة الصناعة