نعم مسلمون. محمديون. يتلون كتاب الله قوله تعالى لنبيه :
( ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ).
ويقرأون من نذره التي تقدم بها لأتباعه :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ ... وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ).
هؤلاء هم. باعيانهم .. يعدون ما قبح من اللفظ ، وما شنع من الوصف وما وخز من النسب .. لا للبعيد القصي الذي يكيدهم بالقول ، ويسخر منهم في الدين ، ويمنهنهم في المشاعر ، ويستعبدهم في النفوس ، ويستبيحهم في الحريات والاموال. بل لأدنى الناس منهم في الدين ، وأمسهم بهم في العقيدة ، وألمسهم لهم في العاطفة.
.... لأكفائهم في الصلة بالحق ، ونظرائهم في القوامة عليه ، وأوليائهم بحكم الله وبنص كتابه ، لاخوانهم الذين يشاركونهم في الشعور ويواسونهم في البأساء.
إطمحوا بأبصاركم عالية أيها الاخوة لتروا أن الإسلام أرفع من هذا الحضيض الذي تتنسمون ، وأرحب من هذا المضيق الذي تتوهمون.
الإسلام دين يعصم العقول أن تنقاد لهوى ، وعقيدة ترفع النفوس ان تتهم بسوء ، ومبدأ ينقي الأفئدة أن تنطوي على ضغينة ، وشريعة تطهر الألسن ان تنطق بكذب ... فهل نحن كذلك ؟
ان كنا كذلك فنحن حقاً مسلمون.