إذا أخذنا مليمتراً واحداً فقسمناه عشرة
ملايين جزء ، فان أحد هذه الأجزاء ـ على وجه التقريب ـ ذرة يحتوي ذلك النظام الدقيق الرتيب !!.
ونواة الذرة والبروتونات والنيوترونات
التي تتقوم منها النواة والجسيمات الاخرى ( الالكترونات ) التي يتم بها تركيب الذرة ، وما في النواة من شحنة كهربائية موجبة تعادلها ما في ( الالكترونات ) من شحنة سالبة ، كل أولئك أسرار خطيرة كشفها رائد العلم وأخضعتها قدرة الانسان !! ونواة الذرة هي مخزن طاقتها الرهيبة العجيبة التي يملك الانسان أن يدمر بها العالم وأن يضمن له بها الخير !!.
أسمعت أغرب من هذا الاكتشاف وأعظم من
هذا المكتشف ؟!.
هذا هو انسان القرن العشرين ومابعده من
القرون الآتية ، أفلا يستحق من القرآن لفتة كريمة تميزه عمن سواه من اناسي القرون ؟.
الى هذا المخلوق العظيم يلتفت القرآن في
آياته السابقة ليقول له : ان كل ماتكتشفه من سرّ ، وكل ما تستوضحه من حكمة ، وما تبينه لك الآلات من الدقائق والذرات وما يثبته لك التحليل من العناصر والقوى ، وما تبديه لك المراصد من الشموس والكواكب ، وما يجلوه لك العلم من الحقائق والآثار. كل هذا الذي علمته من أسرار الكون وما ستعلمه في الآتي القريب أو المستقبل البعيد كله بينات قاطعة الدلالة على موجد حي عظيم القدرة نافذ الإرادة ، واسع العلم دقيق الحكمة ، غني بذاته عن كل شيء مهيمن بقدرته على كل شيء ، لاتنفد حكمته ، ولا تضعف قدرته ولا ينقطع تدبيره ولا ينتهي وجوده.
هو قبل هذه الأشياء أجمع ، وهو معها
أجمع ، وهو بعدها أجمع.