لبني إسرائيل وهم ملتفتون الى آلهة أخرى ومحبون لأقراص الزبيب وكذلك يفعل (١).
(٥) وهذا القصور الواضح في الملاحظة ، فاليهودية دين خاص لاسرائيل ابن الله البكر وشعبه المختار ، واقرأ إذا شئت أسفار العهد القديم لترى محاباة الله لهذا الابن المدلل وايثار مصالحه وإن يك ذلك على حساب الآخرين ، واقرأ تشريعاته المختلفة التي يؤثر فيها رضى هذا الشعب ويتملق عاطفته ويفرق فيها بينه وبين الناس الآخرين ، فهي إذن عنصرية دينية لايقرها عدل الله ولا انصاف العقل ولا اتزان الحق. لا يقرها عدل الله الذي وزع قوانينه العادلة بين أشياء الدنيا كلها على السواء ، ولا يقرها انصاف العقل الذي لا يرى أحداً أولى بالله من أحد ولا جنساً أحق برعاية الله من جنس ، ولا يقرها اتزان الحق الذي ينكر هذه الحدود ويمقت هذه الفوارق وتعالت حكمة الله وتعالى تشريعه عن سفاسف الشهوات.
وحري بدين يختص بشعب واحد من شعوب الدنيا أن لا يتوقع من الناس الآخرين ـ على الاقل ـ تصديقاً في دعوة أو ايماناً بعقيدة أو خضوعاً لشريعة ، وما يعني هؤلاء من أمره مادام لايعنيه أمرهم ؟ وما يحدوهم الى التفكير فيه ماداموا خارجين عن حدوده بعيدين عن رعايته ؟ وبالاحرى ماداموا في نظرته نافلة من البشر لايؤبه لشأنهم ، ولا ترعى حقوقهم.
والمسيحية أنفذ بصراً من اختها الكبرى في هذه الناحية ، إلا انها قد
__________________
١ ـ ٣ : هوشع.