من ظواهر الطبيعية واقسامها كالأرض والبحر والمطر والزلزال والفيضان وغير ذلك ، لكل منها ربٌ فوّض إليه الله تعالى إدارة أمور ما فُوِّض إليه وأعطاه شطراً من ملكه وسلطانه فهو وإليه وراعي شؤونه والناس تعبد هذه الأرباب المختلفة وتتضرع إليها وتقدم إليها القرابين والهدايا من أجل جلب خيرها ودفع شرّها كلُّ في باب تأثيره وولايته. فمن ظن أن مجرد انتمائه إلى هذا الدين هو أمر جعل الله فيه النصر والغلبة بنوع من التفويض فقد سار على درب وعقيدة الجاهلية الأولى وظنهم ذاك بالله بغير الحق. فالله عزوجلّ هو الذي وضع الأسباب والمسبَّبات وخطّ سُنَّتها فكيف لنا أن نتوقع منه أن يُلغيها !! وأية حكمة في ذلك !! ما كان سببه أقوى صار وقوعُه أرجح سواء أكانت الغاية حقاً أم باطلاً ، عدلاً أو ظلماً ، ولا فرق بين مؤمن أو كافر.
كل ذلك يصرخ بالإنسان وبالمجتمع الإنساني أن يعمل وأن ينشط وأن يختار لنفسه مصير نفسه ، ذلك بأن الله أبى أن يجري الأمور إلا بأسبابها ، وما المعجزات إلا استثناء للقاعدة عندما يكون لها محلّها من قبيل إثبات رسالة رسول أو حفظ الحق من الضياع التام وما أشبه ، ولكننا من أجل بلوغ هدف من الأهداف فلا بد لنا من الوصول إليه من طريق أسبابه ، هذه سُنّه الله تعالى وهذا