الحياة ومن مستقبل الحياة هي السمّ الذي يقتل الهمم وهي الداء الخبيث الذي ينخر في عظامنا وفي أرواحنا منذ أجيال ، وهي القيود التي نضعها على أحلامنا وعلى آمالنا ، الآن أرجو أن نطرحها جميعاً وأن ننظر إلى العالم نظرة إنسان حر الفكر يحترم نفسه وتملؤه العزة والقوة والكرامة وتقوى الله عز وجل وحبه ، ثم أحلم حلماً كبيراً جداً وبلا حدود ، أحلم بالعالم كما تحب أن يكون عليه وارسم لنفسك صورة عنه في طبيعة ونوع العلاقة بين شعوبه وأقوامه المختلفة وفي موقع الفرد من بني الإنسان فيه. الصورة التي سوف تتكون قد تختلف في جزئيات ملامحها بين هذا الشخص وذاك ولكن بلا شك فإن هناك قواسم مشتركة وأن هناك ملامح أساسية سوف يشترك في إرادتها والرغبة بها الغالبية العظمى منا ، فنحن نريد أن نعيش عالماً كله عدل وإنصاف وخير وصلاح لا يضيع فيه حق ولا ينجو فيه مجرم جانٍ كائناً من كان ، أمريكيا أو إنكليزياً هندياً أم أفريقياً ، عالم يتم في الاقتصاص من مصّاصي دماء الشعوب حتى لا يبقى لأمثالهم مكان فيه ولا كلمة ، عالم تكون فيه كرامة الإنسان مصونة ومحفوظة كائناً من كان ، أبيض أم أسود ، عربياً أو انكليزياً ، سيراليونياً أم سويسرياً. لا فضل لأحد على أحد في حقوقه كإنسان وليس لهذا الإنسان قيمة أعلى أو حق أكبر في صيانة كرامته ولذاك الآخر حق أقل في صيانتها