فإذا بهم يثورون بملايينهم ثورة رجل واحد وذلك في النصف الأول من شهر آذار ( مارس ) من سنة ١٩٩١ يطلبون الحرية والانعتاق من قيود الاستعباد ، وترنّح الطاغوت في العراق وكاد أن يهوي من على عرشه وإذا بأمريكا وبقوى العالم الاستكباري تمسك به لئلا يسقط وتسنده وتعينه على ملايين الناس الواقعة في أسره ، فاستأسد صدام والأشقياء الشّقاة من أصحابه على شعب العراق فصار يحصدهم بالدبابات وبالطائرات ، بالمدفعية وبالرشاشاة ، وبالعتاد الكيمياوي والعادي ، وسقط منهم عشرات الآلاف يسبحون في بحر من الدم ، وصار العالم يتستّر وبكل صلافة على إبادته الجماعية للبشر من أهل ذلك البلد الذي يتسلّط عليه ، ولما صارت روائح الجثث تزكم الأنوف وما عاد بالأمكان الإغفال عما يحصل هناك جعلت القوى العالمية تُسلّط الأضواء على مشاكل مهّدوا هم لظهورها ولإبرازها بشكل مكثّف للغاية في سبيل التعمية على ما هو أبشع وأفضع مما يجري هنا وهناك من مجازر رهبية بكل ما في الكلمة من معنى ، وهم بذلك يستطيعون أن يدّعوا بأنهم مهتمّون بالوضع الداخلي للعراق وبأن عينهم لم تغمض عما يجري هناك وبأنهم قالوا كذا ونقلوا كذا وكذا.
سوف ينتبه أهل العراق إلى أن الأمر إنما كان خطة