وفي السطر الأخير يذكر معنى اللصوصية المختلفة بالتجارة ولكن نوستردامس لم يأتَ بهذا اللفظ بهذه الصورة المباشرة ولكنه سلك إلى هذا المعنى مسلكاً ملتوياً كالعادة في كثير من أبيات رباعياته الشعرية فقال : ( الإله مَركَري في موناكو يدمّر رخاءها ) ، والإله [ مَركَري Mercure ] أو عطارد هو أحد الآلهة التي عبدها الرومان وهو عندهم ربّ الفصاحة والبلاغة والتجارة واللصوصية إضافة إلى كونه رسول الآلهة وابن كبيرها [ جُوبِتر ] ، ولكن محور طبيعة هذا الإله هو التجارة واللصوصية ويتفرعُ عن ذلك بلاغته وفصاحته ، فنوستردامس إذن يريد أن يقول بأن التجارة واللصوصية في موناكو ستجلب إليها الدمار والخراب ، وموناكو ـ كما هو معروف ـ هي واحدة من أهم مراكز القمار وبيوته في العالم ، وليس كالقمار لصوصية في تجارة ، فإذا ما علمنا بأن أولَ رخصة صدرت لنصب موائد القمار في ( مونتي كارلو ) كانت قد صدرت في سنة ١٨٦١ لرأينا أيّ أمر عجيب جاء به صاحبنا عندما أخبر في نبوءته عمّا سيؤول إليه أمرُ هذه المنطقة وبقي أن ننتظر بقية الخبر حيث سيحلّ الخراب التام فيها.