الموهبة ووجد في نفسه هذه القدرة الغربية على استکشاف المستقبل ورؤيته قد کتب في تجربته هذه وفي طبيعة ما يجري له أثناء عملية الرؤية هذه.
ويتخلص ما ذکروه في أن وعي المستبصِر وذاته تنشطر إلى شطرين ، شطرٌ يبقى مع جسمه وشطر يتسامى ويعلو ، وتتمثل في هذا الشطر الثاني القدرة على الاستبصار وعلى استکشاف العالم الخارجي بشکل أوسع وأعمق وأقرب إلى معدن المعرفة وهو يحسّ في نفس الوقت بأن کلا الشطرين يعودان له وأنهما مازالا من الأنا. ومن الحالات التي يعيشها هذا الوعي الثاني العُلوي هو أن يکون في حالة يکون فيها الزمان والمکان وحدةً واحدةً مما يجعله يحسّ بأنه « حرّ في البعد الزمني للفضاء » بحسب تعبير أحدهم ، فهو يحسّ بأنه قادر على رؤية مساحة زمنية أوسع من الحاضر. وهذا يقودنا إلى نظرية تحاول أن تفهم معنى الزمن وتستکشف طبيعة إدراکنا له فنقول بأن الزمن ليس هو کما يبدو لنا سلسلة متتالية من النقاط ، ثانية تتلوها ثانية ودقيقة بعد دقيقة ، وإنما هو منبسط على مساحة واسعة يجري فيها الماضي والحاضر والمستقبل بشکل متوازٍ وإنما هو وعينا الذي يتنقل بين هذه المستويات ، إننا نفهم الحاضر على أنه هذه اللحظة التي نکون فيها في وعينا اليقظ على العالم