أنتقد سيرة الامويين
. فقد ساقني البحث ـ كما سنرى ـ إلى الاعتقاد بأن الأمويين إنما اكتسبوا سلطاتهم على أساس هدم الإسلام ، لا على أساس رفع كلمته وتثبيت قواعد بنائه . فهم الذين انتزعوا منصب خلافة المسلمين ـ على رغم أنف الإسلام ومعتنقيه ، وساروا ـ في حياتهم العامة والخاصة ـ على نهج طوح بالمثل العليا التي جاء بها الإسلام . فذوي روح الإسلام ، وانطوت مبادؤه الاخلاقية على نفسها بدلا من أن تسير في طريق التوسع والانتشار .
بدأت هذه الدراسة في البحث
في التاريخ الأسرة الاموية فتنبعث خطوطه العامة في الجاهلية والاسلام . ثم انتقلت إلى التحدث عن ضروب المقاومة التي أبداها الأمويون للحيلولة دون إنتشار الاسلام في عهد الرسول . ثم بحثت أساليبهم في إيذاء الرسول في مكة والمدينة . وبعدها انتقلت إلى الحديث عن الوسائل التي استعانوا بها لتثبيت أركان حكمهم السياسي المناوىء لمبادىء الاسلام . وختمت هذه الدراسة بعرض نماذج من صراعهم الرهيب مع الدين منذ مصرع رابع الخلفاء الراشدين حتى زوال حكمهم على أيدي العباسيين .
بغداد في ٢٥ / ٥ / ١٩٥٦
|
نوري جعفر
|